أصر محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في أول ظهور إعلامي بعد عودته إلى بلده مصر، أن يعتذر للجزائر والجزائريين على الإساءة التي لحقت الجزائر من قبل المصريين منذ جوان الماضي تاريخ انتهاء لقاء كرة القدم بين الفريق الوطني الجزائري ونظيره المصري بالجزائر.
حيث أُطلق العنان مصريا إلى اليوم لهستيريا الإساءة بلا داع ولا مبرر وبشكل غير مسبوق لكل ما هو جزائري.
وقال البرادعي، المرشح بقوة لمنافسة آل مبارك في الانتخابات الرئاسية المصيرية السنة المقبلة في مصر: ''الجزائر بلد المليون شهيد وبلد شقيق''.
وأضاف البرادعي، متحديا الرأي العام المصري في اللقاء التلفزيوني ''العاشرة مساء'' مع قناة دريم وفي ظرف يصعب فيه كثيرا تحدي الرأي العام بالحقيقة المرة خاصة إذا تعلقت بخطاياه بقول من طراز ''أنا أخجل من الإساءة للجزائر والجزائريين والشعب الجزائري جزء من الأمة العربية وصاحب المكانة الكبيرة وبلد التضحيات'' قبل أن يضيف البرادعي، الذي يحظى بدعم الغالبية الغالبة للمعارضة المصرية من اليمين إلى اليسار، الدعوة إلى ضرورة ''الإصلاح العاجل للعلاقات المصرية العربية''، واصفا الدور المصري في أعقاب اللقاء الكروي بين البلدين بالكارثة لينتهي صاحب جائزة نوبل عند حديثه عن المهزلة المصرية برعاية آل مبارك وفي برنامج شاهده عشرات الملايين من المصريين إلى وصف ''الإعلام المصري الحكومي بالكذاب'' دون أن تفوته مواجهة الشعب المصري بالحقيقة قائلا ''جميع شعوب العالم تشجع منتخبات بلادها، ولكنها أيضاً تبحث عن حقوقها وتمارس حقوقها السياسية، ولكن الشعب المصري اختزل دوره في كرة القدم وتشجيع الفريق المصري فقط''.
وإن لم يكن البرادعي أول من وجّه أصابع الاتهام لنظام مبارك المصري محملا إياه مسؤولية الأزمة التي أشعل فتيلها بين البلدين، حيث سبقه الكثير ممن يعيشون في مصر إلا أن البرادعي بالمقابل هو أول مرشح لرئاسيات 2011 يحمّل النظام المصري المسؤولية ولا يعفي المصريين الذين سخروا أنفسهم ليكنوا حطب نار الفتنة من مسؤولية ''الانسياق الساذج'' وراء مصالح انتخابوية لآل مبارك يمثل مسمارا آخر أراد آل مبارك أن يدقه في نعش مصر الحراك والتغيير.
ويبدو من خلال الثقة الكبيرة التي تحدث بها البرادعي في أول خرجة إعلامية له في مواجهة المصريين رغم الشكل المحتشم الذي نقلت به تصريحاته بشأن الجزائر على مستوى وسائل الإعلام المصرية، إلا أن الرجل الذي عاد الجمعة الماضية إلى مصر وحظي في مطار القاهرة باستقبال شعبي منقطع النظير زلزل عرش مبارك، أنه على دراية كبيرة بأن الذين تصدروا منابر السب والشتم والإساءة للجزائر ليسوا إلا عصبة من زبائن نظام مبارك تقاطعت مصالحهم عند نقطة الاستفادة من ريع مصر المستفيدة أو الطمع في الاستفادة منه وسبق لوجدي غنيم الداعية المصري وهو واحد من ضحايا النظام المصري أن قال أخجل ''أن أقول إنني مصري'' وذلك جراء مواقف العار التي تبناها نظام مبارك وكان تصريح غنيم هذا في الجزائر بمناسبة حديثه عن تبعات الحرب على غزة والدور المصري المشبوه وكان هذا قبل الأزمة الجزائرية المصرية بحوالي سنة ومع كل هذا فإن الموقف المنصف لمحمد للبرادعي تجاه الجزائر آخر المواقف المصرية التي ستدين نظام آل مبارك.